وهذه الأجوزة أوّلها «١» :
عدّدت كلبا للطّراد سلطا ... مقلّدا قلائدا ومقطا «٢»
فهو الجميل والحسيب رهطا ... ترى له شدقين خطّا خطّا
يمري إذا كان الجراء عبطا ... براثنا سحم الأثافي ملطا
ينشط أذنيه بهنّ نشطا ... تخال ما دمين منها شرطا
ما إن يقعن الأرض إلا فرطا ... كأنما يعجلن شيئا لقطا
أعجل من قول قطاة قطّا ... فاجتاح خزّان الصحارى الرّقطا «٣»
يلقين منه حكما مشتطا ... للعظم حطما والأديم عطّا
والشعراء إذا أرادوا سرعة القوائم قالوا كما قال: [من البسيط]
يخفي التّراب بأظلاف ثمانية ... ومسّهن إذا أقبلن تحليل «٤»
وقال الآخر: [من الكامل]
وكأنّما جهدت أليّته ... أن لا تمسّ الأرض أربعه «٥»
فأفرط المولّدون فى صفة السرعة- وليس ذلك بأجود- فقال شاعر منهم يصف كلبة بسرعة العدو: [من الرجز]
كأنّما ترفع ما لم يوضع «٦»
وقال الحسن بن هانئ: [من الرجز]
ما إن يقعن الأرض إلا فرطا
[٤] وقال الحسن بن هانئ في نعت كلب: [من الرجز]
أنعت كلبا أهله في كدّه ... قد سعدت جدودهم بجدّه «٧»