خزّطه القانص واغتدى به ... يعزّه طورا على استصعابه
وتارة ينصبّ لانصبابه ... فانصاع للصّوت الذي يعنى به
كلمعان البرق من سحابه ... كأنّ عينيه لدى ارتيابه
فصّا عقيق قد تقابلا به ... حتّى إذا عفّره هاها به
بابا به يا بعد ما بابا به ... ينتسف المقود من جذابه
من مرح يغلو إذا اغلولى به «١» ... وميعة تعرف من شبابه
كأنّ متنيه لدى انسلابه «٢» ... متنا شجاع لجّ في انسيابه
كأنّما الأظفور في قنابه «٣» ... موسى صناع ردّ في نصابه
يثرد وجه الأرض في ذهابه «٤» ... كأنّ نسرا ما توكّلنا به
يعفو على ما جرّ من ثيابه ... إلّا الذي أثّر من هدّابه
ترى سوام الوحش يحتوى به ... يرحن أسرى ظفره ونابه «٥»
[٧] وقال في ثعلب كان قد أفلت منه مرارا: [من الرجز]
قد طالما أفلتّ يا ثعالا ... وطالما وطالما وطالا «٦»
جلت بكلبي يومك الأجوالا ... ماطلت من لا يسأم المطالا «٧»
حتّى إذا اليوم حدا الآصالا ... أتاك حين يقدم الآجالا «٨»
[٨] وقال أبو نواس أيضا: [من الرجز]
يا ربّ بيت بفضاء سبسب ... بعيد بين السّمك والمطنّب «٩»
لفتية قد بكّروا بأكلب ... قد أدّبوها أحسن التأدب