بكم تزيين الشيطان لكم وأنا أنذركم أن تصبحوا صرعى بأهضام هذا الغائط وأثناء هذا النهر».
فلم يزل يعظهم ويدعهم فلما لم ير عندهم انقيادا - وكان في أربعة عشر ألفا - عبّأ الناس فجعل على ميمنته حجر بن عدي الكندي وعلى ميسرته شبث بن ربعي وعلى الخيل أبا أيوب خالد بن زيد الأنصاري، وعلى الرجال أبا قتادة الأنصاري - واسمه النعمان بن ربعي بن بلدمة الخزرجي - وعلى أهل المدينة وهم سبعمائة - أو ثمانمائة - قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري.
ثم بسط لهم عليّ الأمان ودعاهم إلى الطاعة، فقال فروة بن نوفل الأشجعي: والله ما ندري على ما نقاتل عليا؟ فانصرف في خمسمائة فارس حتى نزل البندنيجين (١) والدسكرة، وخرجت طائفة منهم أخرى متفرقين إلى الكوفة، وأتى مسعر بن فدكي التميمي راية أبي أيوب الأنصاري في ألف، واعتزل عبد الله بن الحوساء - ويقال: ابن أبي الحوساء الطائي - في ثلاثمائة وخرج إلى عليّ منهم ثلاثمائة فأقاموا معه، وكانوا أربعة آلاف فارس ومعهم خلق من الرجّالة. واعتزل حوثرة بن وداع في ثلاثمائة، واعتزل أبو مريم السعدي في مائتين؛ واعتزل غيرهم؛ حتى صار مع ابن وهب الراسبي ألف وثمانمائة فارس، ورجالة يقال: إنهم ألف وخمسمائة.
وقال علي لأصحابه: كفوا عنهم حتى يبدأوكم. ونادى جمرة بن سنان:
روحوا إلى الجنة، فقال ابن وهب: والله ما ندري أنروح إلى الجنة أم إلى النار وتنادى الحرورية: الرواح إلى الجنة معاشر المخبتين وأصحاب البرانس المصلين، فشدوا على أصحاب علي شدّة واحدة؛ فانفرقت خيل علي