للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني الحسين بن علي بن الأسود، عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن طارق بن زياد، قال: قام علي بالنهروان فقال: إن نبي الله قال: «سيخرج قوم يتكلمون بكلام الحق لا يجاوز حلوقهم، يخرجون من الحق خروج السهم - أو مروق السهم - سيماهم أن فيهم رجلا مخدج اليد، في يده شعرات سود». فإن كان فيهم فقد قتلتم شر الناس، فطلب فوجد فخرّ عليّ وأصحابه سجودا.

وروى حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن غلام لأبي جحيفة السوائي قال: لما قتل علي أهل النهروان جعل لا يستقر جالسا ويقول:

ويحكم أطلبوا رجلا ناقص اليدين في يديه (١) عظم طرفها حلمة كحلمة الثدي من المرأة؛ عليها خمس شعرات - أو سبع شعرات - رؤوسها معقفة، قالوا: قد طلبناه فلم نجده. فقال: أليس هذا النهروان؟ قالوا: بلى.

قال: فو الله ما كذبت ولا كذبت فاطلبوه، فطلبناه فوجدناه قتيلا في ساقية، ففرح عليّ فرحا شديدا.

وقال الأخنس بن العيزاز الطائي ثم السنبسي يرثي أهل النهروان من الخوارج ويذكر زيد بن حصين:

إلى الله أشكو أن كل قبيلة … من الناس قد أفنى الجلاد خيارها

سقى الله زيدا كلما ذر شارق … واسكن من جنات عدن قرارها

وقال حبيب بن خدرة في قصيدة له طويلة:

يا رب إنهم عصوك وحكّموا … في الدين كل ملعن جبار

يدعو الى سبل الضلالة والردى … والحق أبلج مثل ضوء نهار


(١) - في رواية أخرى «اليد في يده» (من الهامش).