للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتوا] عليا فسألوه عن أبي بكر وعمرو فقال: أوقد تفرغتم لهذا؟ وهذه مصر قد افتتحت وشيعتي بها قد قتلت وكتب كتابا يقرأ على شيعته في كلّ أيام فلم ينتفع بذلك الكتاب، وكان عند ابن سبأ منه نسخة حرّفها.

وحدثني هشام بن عمار الدمشقي أبو الوليد، حدثني صدقة بن خالد، عن زيد بن واقد، عن أبيه، عن أشياخهم: إن معاوية لما بويع وبلغه قتال عليّ أهل النهروان؛ كاتب وجوه من معه مثل الأشعث بن قيس وغيره، ووعدهم ومنّاهم وبذل لهم حتى مالوا إليه وتثاقلوا عن المسير مع علي فكان يقول فلا يلتفت إلى قوله، ويدعو فلا يسمع لدعوته، فكان معاوية يقول: لقد حاربت عليا بعد صفين بغير جيش ولا عناء أو قال: ولا عتاد.

حدثني يحيى بن معين، حدثنا سليمان بن داود الطيالسي أنبأنا شعبة بن الحجاج، أنبأنا محمد بن عبيد الله الثقفي قال: سمعت أبا صالح يقول: شهدت عليا ووضع المصحف على رأسه حتى سمعت تقعقع الورق فقال: «اللهم إني سألتهم ما فيه فمنعوني ذلك، اللهم إني قد مللتهم وملّوني، وأبغضتهم وأبغضوني، وحملوني على غير خلقي، وعلى أخلاق لم تكن تعرف لي فأبدلني بهم خيرا لي منهم، وأبدلهم بي شرّا مني، ومث (١) قلوبهم ميث الملح في الماء».

حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن لوط بن يحيى - أبي مخنف:

ان عمارة بن عقبة بن أبي معيط كتب إلى معاوية من الكوفة يعلمه أنه خرج


(١) - ماث: خلط. القاموس.