للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأمه أسماء بنت عميس تزوجها جعفر ثم خلف عليها أبو بكر - فعزل قيسا وولّى محمدا، فلما ورد محمد مصر؛ غضب قيس وقال: والله لا أقيم معك طرفة عين، وانصرف إلى المدينة، وقد كان مرّ في طريقه برجل من بني القين فقراه وأحسن ضيافته وأمر له بأربعة آلاف درهم فأبى أن يقبلها وقال: لا آخذ لقراي ثمنا. وكان قيس أحد الأسخياء الأجواد.

فلما ورد المدينة أتاه حسّان بن ثابت شامتا - وكان عثمانيا - فقال له:

نزعك عليّ وقد قتلت عثمان فبقي عليك الإثم ولم يحسن لك الشكر؛ فقال له: يا أعمى القلب والعين لولا أن أوقع بين قومي وقومك شرّا لضربت عنقك؛ اخرج عني. وكان حسان من بني النجار من الخزرج.

ثم ان قيس بن سعد؛ خرج وسهل بن حنيف جميعا حتى قدما على عليّ بالكوفة؛ فخبره الخبر وصدقه، وشهد معه صفين، وشهدها سهل أيضا.

ولما قدم محمد بن أبي بكر - رضي الله تعالى عنهما - مصر قرأ عهده على أهلها؛ ونسخته.

«هذا ما عهد عبد الله علي أمير المؤمنين؛ إلى محمد بن أبي بكر حين ولاه مصر، أمره بتقوى الله وطاعته في خاص أمره وعامه، سره وعلانيته، وخوف الله ومراقبته في المغيب والمشهد، وباللين للمسلم والغلظة على الفاجر، وانصاف المظلوم، والتشديد على الظالم، والعفو عن الناس والإحسان [إليهم] ما استطاع فإن الله يجزي المحسنين، ويثيب المصلحين.

وأمره أن يجبي خراج الأرض على ما كان يجبى عليه من قبل، ولا ينقص منه ولا يبتدع فيه.

وأمره أن يلين حجابه ويفتح بابه، ويواسي بين الناس في مجلسه ووجهه