ونظره، وأن يحكم بالعدل ويقيم القسط ولا يتّبع الهوى ولا يأخذه في الله لومة لائم».
وكتب عبيد الله بن أبي رافع.
قالوا: وكتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية: «من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر - وبعضهم يقول: العاوي، والغاوي أثبت - سلام على أهل طاعة الله ممن هو سلم لأهل ولاية الله.
أما بعد فإن الله بجلاله وقدرته وعظمته خلق خلقا بلا ضعف كان منه، ولا حاجة به إلى خلقه، ولكنه خلقهم عبيدا وجعل منهم شقيا وسعيدا وغويّا ورشيدا، ثم اختارهم بعلمه واصطفاهم بقدرته فانتحل منهم وانتجب محمدا ﷺ، فبعثه رسولا وهاديا ودليلا ونذيرا وبشيرا وسراجا منيرا، فدعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، فكان أول من أجاب وأناب ووافق وأسلم وسلّم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب، فصدقه بالغيب المكتوم، وآثره على كل حميم، ووقاه كل هول. واساه بنفسه في كل حال وحارب حربه وسالم سلمه، حتى برز سابقا لا نظير له ممن اتبعه، ولا مشارك له في فضله، وقد أراك تساميه وأنت أنت، وهو السابق المبرّز في كل خير، أطيب الناس ذرية وأفضل الناس زوجة، وخير الناس ابن عم، أخوه الشاري نفسه يوم مؤتة، وعمه سيد الشهداء يوم أحد، وأبوه الذاب عن رسول الله ﷺ، وأنت اللعين بن اللعين لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله ورسوله الغوائل، وتحالفان عليه القبائل، وتبذلان فيه المال، وتحالفان فيه الرجال، على ذلك مات أبوك، وعليه خلفته وأنت، والشاهد عليه من تؤوي وتلحي من رؤوس أهل النفاق وبقية الأحزاب وذوي الشناءة لرسول الله ﷺ وأهل بيته،