للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أشخصه إلى ابن عباس ليأخذه به، لأنه كان عامله على البصرة والأهواز وفارس، والمتولّى لحمل ما في هذه النواحي من الأموال إليه، فلم يدفع إليه من المال شيئا، فأشخصه إلى البصرة، فلما وردها قيل له: إنك لو حملت هذا الشيء قومك لاحتملوه، فأبى أن يكلفهم إياه، ودافع ابن عباس به، وقال: أما والله لو أني سألت ابن عفان أكثر منه لوهب لي، وقد كان أطعم الأشعث خراج آذربيجان.

ثم انه احتال حتى هرب فلحقّ بمعاوية، فقال عليّ: ماله ترّحه الله فعل فعل السيد وفرّ فرار العبد.

وقد يقال: إن أمر الخريت كان قبل شخوص ابن عباس إلى الشام في أمر الحكومة.

ويقال: أيضا: إنه كان بعد انصرافه من الحكومة.

وحدثنا علي بن عبد الله المديني، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمار الدهني انه سمعه من أبي الطفيل: ان عليا سبى بني ناجية وكانوا نصارى قد أسلموا ثم ارتدّوا: فقتل مقاتلتهم وسبى الذرية فباعهم من مصقلة بمائة ألف فأدّى خمسين وبقيت خمسون فأعتقهم ولحق بمعاوية، فأجاز علي عتقهم. قال عمار: وأتى عليّ داره فشعثها.

وحدثني عبد الله بن صالح العجلي، حدثنا سفيان، عن عمار الدهني قال: قدمت مكة فلقيت أبا الطفيل عامر بن واثلة فقلت: إن قوما يزعمون أن عليا سبى بني ناجية وهم مسلمون. فقال: إن معقل بن قيس الرياحي لما فرغ من حرب الخريت بن راشد الحروري سار على أسياف فارس؛ فأتى على قوم من بني ناجية فقال: ما أنتم؟ قالوا: قوم مسلمون. فتخطاهم ثم