للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا خيرا، قال: فأخبرتني أمي أن أبا بكرة قال: لو دخلوا إلىّ ما بهشت (١) إليهم بقضيب.

وحدثني أحمد بن إبراهيم، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال:

سمعت محمد بن الزبير الحنظلي يحدث قال: لما قدم ابن الحضرمي وقدم جارية بن قدامة البصرة نزل ابن الحضرمي دار الحداني في جانب دار أبي بكرة؛ فأتاه أصحاب علي فأحاطوا بالدار، وكان في الدار، رجل قد سماه فأتته أمه - وكان يقال لها: عجلى وكانت حبشية راعية - فقالت لابنها: إن أنت نزلت وإلا ألقيت قناعي. قال: فالقت قناعها فإذا شعرها مثل الثغامة (٢) فلم ينزل فقالت: إن نزلت وإلا ألقيت ردائي فألقت رداءها فلم ينزل، فقالت: إن نزلت وإلا ألقيت قميصي فلم ينزل، فألقت قميصها وكانت في إزار - فقالت: إن نزلت وإلا ألقيت إزاري. فنزل، وجاء أصحاب علي فأحاطوا بالدار وحرقوها بمن فيها.

وحدثنا خلف بن سالم، حدثنا وهب، عن أبيه، عن محمد بن الزبير الحنظلي، قال: بعث معاوية عبد الله بن عامر الحضرمي - وكان ابن خالة عثمان، أمه أم طلحة بنت كريز - إلى البصرة، وكان جارية بن قدامة قدم على معاوية فقال له: ابعث معي رجلا، فإن لك بالبصرة شيعة، فبعث معه ابن الحضرمي، فلما قدم ابن الحضرمي البصرة أتته الأزد فقالوا: انتقل إلى دورنا لنمنعك فإنا نخاف أن يغدر بك بنو سعد.

فقال: أخرجوا زيادا فإني غير جامعة في قوم. وكان زياد عاملا لابن


(١) - أي ما مددت.
(٢) - في هامش الأصل: الثغام نبت أبيض.