للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيفه فقال الناس: خذوا صاحب السيف. فخاف أن يتغاووا عليه ولا يسمعوا منه؛ فألقى السيف ومضى وهرب ابن بجرة.

وحدثني أبو مسعود الكوفي، وغيره أن عوانة بن الحكم حدث أن ابن ملجم كان في بكر بن وائل، فمرت به جنازة أبجر بن جابر العجلي - وكان نصرانيا ونصارى الحيرة يحملونه - ومع ابنه حجار بن أبجر: شقيق بن ثور، وخالد بن المعمر، وحريث بن جابر وجماعة من المسلمين يمشون في ناحية إكراما لحجار، فلما رآهم ابن ملجم أعظم ذلك وأراد غيرا منهم، ثم قال.

لولا أني أعدّ سيفي لضربة هي أعظم عند الله أجرا وثوابا من ضرب هؤلاء؛ لاعترضتهم فإنهم قد أتوا أمرا عظيما؛! فأخذ وأتي به [إلى] علي فقال: هل أحدث حدثا؟ قالوا: لا. فخلى سبيله.

قالوا: وكان ابن ملجم يعرض سيفه، فإذا أخبر أن فيه عيبا أصلحه، فلما قتل علي قال: لقد أحددت سيفي بكذا وسممته بكذا، وضربت به عليا ضربة لو كانت بأهل المصر؛ لأتت عليهم.

وروي عن الحسن بن علي قال. أتيت أبي سحيرا فجلست إليه فقال: إني بت الليلة أرقا؛ ثم ملكتني عيني وأنا جالس فسنح لي رسول الله فقلت له: يا رسول الله ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ فقال:

ادع عليهم، فقلت: اللهم أبدلني بهم خيرا لي منهم، وأبدلهم بي شرا لهم مني. ودخل ابن النباح عليه فقال: الصلاة. فأخذت بيده فقام ومشى ابن النباح بين يديه ومشيت خلفه، فلما خرج من الباب نادى أيها الناس الصلاة الصلاة، وكذلك كان يصنع في كل يوم، ويخرج ومعه درته يوقظ الناس، فاعترضه الرجلان، فرأيت بريق السيف وسمعت قائلا يقول: الحكم