للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا علي لله لا لك. ثم رأيت سيفا ثانيا، فأما سيف ابن ملجم فأصاب جبهته إلي قرنه ووصل إلى دماغه، وأما سيف ابن بجرة فوقع في الطاق وقال علي:

لا يفوتنكم الرجل. فشد الناس عليهما من كل جانب، فأما شبيب بن بجرة فأفلت، وأما ابن ملجم فأخذ وأدخل على علي، فقال اطيبوا طعامه وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا ولي دمي فإما عفوت وإما اقتصصت، وإن امت فألحقوه بي ﴿وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (١).

قالوا: وبكت أم كلثوم بنت علي وقالت لابن ملجم - وهو أسير-:

يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين، قال: لم أقتل أمير المؤمنين ولكني قتلت أباك فقالت: والله إني لأرجو أن لا يكون عليه بأس. قال: فلم تبكين إذا، أعليّ تبكين؟ والله لقد أرهفت السيف ونفيت الخوف، وحثثت الأجل، وقطعت الأمل، وضربته ضربة لو كانت بأهل عكاظ - ويقال: بربيعة ومضر - لأتت عليهم، والله لقد سممته شهرا فإن أخلفني فأبعده الله سيفا وأسحقه.

ويقال: إن أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وليلى بنت مسعود النهشلية، وأم كلثوم بكين عليه؛ وقلن: يا عدو الله لا بأس على أمير المؤمنين. فقال فعلى من تبكين إذا أعلي تبكين؟!

قالوا: وبعث الأشعث بن قيس ابنه قيس بن الأشعث صبيحة ضرب علي فقال أي بني انظر كيف أصبح الرجل وكيف تراه؛ فنظر إليه ثم رجع فقال: رأيت عينيه داخلتين في رأسه. فقال الأشعث: عينا دميغ ورب الكعبة.

قالوا: ومكث علي يوم الجمعة ويوم السبت، وتوفي ليلة الأحد


(١) - سورة البقرة - الآية:١٩٠.