وكانت عند عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد قبل أن تكون عند ابن عامر وهو أبو عذرتها فكانت تقول: سيدهم جميعا الحسن وأسخاهم ابن عامر، وأحبهم إلي عبد الرحمن بن عتاب.
المدائني عن محمد بن عمر العبدي، عن أبي سعيد أن معاوية قال لرجل من أهل المدينة من قريش: أخبرني عن الحسن. فقال: يا أمير المؤمنين، إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ثم يساند ظهره فلا يبقى في مسجد رسول الله ﷺ أحد له شرف إلا أتاه فيتحدثون عنده حتى إذا ارتفع النهار صلى ركعتين ثم ينهض فيأتي أمهات المؤمنين فيسلم عليهن فربما أتحفنه، ثم ينصرف إلى منزله، ثم يروح الى المسجد فيصلي ويتحدث الناس إليه، فقال: ما نحن معه في شيء.
حدثني بعض أصحابنا عن زبير بن بكار عن عمه مصعب، بلغه أن حسنا لم يقل لأحد سوء قط في وجهه ولا في غيبته فقال يوما وكانت بين الحسين وعمرو بن عثمان خصومة: ماله عندنا إلا ما يسوءه ويرغم أنفه.
المدائني عن سعيد بن عثمان، ولم يكن بالحصيف أنه قال للحسن:
ما بال أصداغنا تشيب قبل عنافقنا (١)، وعنافقكم تشيب قبل أصداغكم؟ فقال: إن أفواهنا عذبة فنساؤنا لا يكرهن لثامنا، ونساؤكم يكرهن لثامكم فتصرف وجوهها فتتنفس في أصداغكم فتشيب.
المدائني عن سحيم، عن حفص، عن عيسى بن أبي هارون قال:
تزوج الحسن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان المنذر بن الزبير
(١) - العنفقة: الشعيرات بين الشفة السفلى والذقن. القاموس.