للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على عدوكم.

قالوا: وكتب المنصور في حمل سلم بن قتيبة وكان بالري مع المهدي، فلما قدم عليه قال: كيف تركت أبا عبد الله. قال: أكمل الناس لو بسطت من يده. قال: يا أبا قتيبة إن أبي وأباك رجلان ليس الفساد من شأننا، ثم قال له: قد خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة. قال: ليس بشيء، خرج بأرض ليس بها حلقة (١) ولا كراع، قال: وقد خرج إبراهيم بالبصرة. قال: قد خرج بأرض لو شاء أن يقيم بها سنة يبايعه كل يوم ألف رجل ويضرب له فيها كل يوم ألف سيف لا يعلم به أحد لأمكنه ذلك.

ثم قال: إنو يا أمير المؤمنين العفو تظفر. قال: هو رأيي. قال: فأبشر يا أمير المؤمنين بالظفر والنصر.

قالوا: ووجه المنصور عيسى بن موسى إلى المدينة للقاء محمد بن عبد الله فقال له: يا أبا موسى. انك لتسير إلى حرم الله، وأهله ثلاث طبقات:

طبقة قريش وهم قرابة رسول الله وقومه بيضتي التي تفلقت عني، وطبقة «المهاجرون» والأنصار، وطبقة تجار جاوروا قبر النبي ، وأقاموا في حرمه.

فإذا قتل محمد فارفع السيف ولا تتبعوا مولّيا ولا تجهزوا على جريح ولا تذبحوا فيها طائرا، وان طلب محمد الأمان فاعطوه إياه. أفهمت يا أبا موسى؟ ثلاث مرات يرددها. قال: نعم، فقال المنصور: اللهم اشهد، اللهم اشهد.

فتوجه في أربعة آلاف ومعه محمد بن أمير المؤمنين أبي العباس، وفي الجيش محمد بن زيد بن علي بن الحسين وغيره من ولد علي .

ثم قال أبو جعفر لعيسى بن موسى: إني أعيد عليك الوصية: إن قتلت


(١) - الحلقة: السلاح.