للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمدا أو أسرته أسرا فلا تقتل أحدا، وإن قتل محمد بن أبي العباس فضلا عن سواه أحدا بعد قتل محمد أو أسره فأقده به. وإن فاتك محمد واشتمل عليه أهل المدينة فاقتل كل من ظفرت به من أهل المدينة.

وكان مع عيسى بن موسى حميد بن قحطبة الطائي، فسار عيسى بذلك الجيش، وبلغ محمدا خبره فخندق على المدينة، وخندق على أفواه السكك.

فلما كان عيسى بفيد كتب إلى محمد يعطيه الأمان، وكتب إلى أهل المدينة يعرض عليهم الأمان أيضا، وبعث بالكتاب مع محمد بن زيد بن علي والقاسم بن حسين بن زيد، فلما قدما به قال محمد بن زيد: يا أهل المدينة، تركنا أمير المؤمنين أصلحه الله حيا معافى وهذا عيسى بن موسى قد أتاكم فاقبلوا أمانه. فقالوا: إشهد أنا خلعنا أبا الدوانيق.

وأقبل عيسى بن موسى إلى المدينة فكان أول من لقيه ابراهيم بن جعفر الزبيري على ثنيّة واقم (١)، فعثر بابراهيم فرسه فسقط فقتل.

وسلك عيسى بطن قناة (٢) حتى ظهر على الجرف، فنزل قصر سليمان بن عبد الملك صبيحة اليوم الثاني عشر من شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة وهو يوم السبت وأراد تأخير القتال حتى يفطر فبلغه أن محمدا يقول: أهل خراسان على بيعتي، وحميد بن قحطبة قد بايعني ولو قد رآني انقلب إلي.

وكان المنصور أمر القواد أن يكاتبوا محمدا ويطمعوه في أنفسهم لأنه كان على المضي إلى اليمن، فلما فعلوا أقام ولم يبرح المدينة.

ويقال ان حميدا خاصّة كان قد بايعه بمصر أو وعده مبايعته، قالوا


(١) - واقم: اطم من آطام المدينة، على مقربة من مسجد قباء. المغانم المطابة.
(٢) - قرب أحد.