للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعاجله عيسى فلم يشعر أهل المدينة يوم الاثنين للنصف من شهر رمضان إلا بالخيل قد أحاطت بهم حين أسفر الصبح، وقال عيسى لحميد: أراك مداهنا، وأمره بالتجريد لمحمد فالتقوا فقاتلهم عيسى بن زيد ومحمد جالس بالمصلى، واشتد الأمر بينهم، ثم نهض محمد فباشر القتال فكان بازاء حميد بن قحطبة، وكان بازاء كثير بن الحصين العبدري يزيد وصالح ابنا معاوية بن عبد الله بن جعفر، وكان محمد بن أمير المؤمنين أبي العباس وعقبة بن سلم من ناحية جهينة، فطلب صالح ويزيد الأمان من كثير فأمنهما وأعلم عيسى ذلك فلم ينفذ أمانهما، فقال لهما كثير: امضيا إلى حيث شئتما فهربا.

وكانت أم يزيد وصالح فاطمة بنت الحسن بن علي، فكان عبد الله بن حسن خالهما، ومحمد ابن خالهما.

واقتتلوا إلى قريب من الظهر، ورماهم أهل خراسان بالنشاب فأكثروا فيهم الجراح، فتفرق الناس عن محمد ورجع إلى دار مروان فصلى فيها الظهر واغتسل وتحنط. فقال له عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن المسور بن مخرمة الزهري: إنه لا طاقة لك بمن ترى فالحق بمكة. فقال: إن فقدت من المدينة قتل أهلها كما قتل أهل الحرة، وأنت مني في حل يا أبا جعفر فاذهب حيث شئت.

وخرج محمد إلى الثنية فقاتلوه فقال: يا حميد أتقاتلني وتنكث بيعتي فهلم أبارزك. فقال حميد: يا أبا عبد الله لا أبارزك وبين يدي هؤلاء الأغمار فإذا فرغت منهم برزت لك، فحدثني بعض ولد حميد بن قحطبة قال: كانت هذه المقالة من محمد مكيدة لحميد.

قالوا: وجثا محمد على ركبتيه وجعل يذبّ بسيفه ويقول: ويحكم إني