المنصور عامر بن اسماعيل السلمي (١) في جيش عظيم فنزل واسطا، ووجه إلى البصرة جيشا.
ثم إن إبراهيم خاف غدر أهل البصرة واختلافهم وقصيتهم، فأقبل نحو واسط فحاربه عامر بن اسماعيل، ثم مضى ابراهيم يريد الكوفة، وقد قدمها عيسى بن موسى من الحجاز، ووجهه المنصور لمحاربته فالتقيا بقرية تدعى باخمرى. فهزم ابراهيم عيسى هنيّة. وكان جلّ أصحاب ابراهيم رجّالة، ثم عطفت عليه خيل عيسى ورجاله فقتل، ورجع عيسى إلى الكوفة.
وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه قال: كان المغيرة بن الفزع من أشد الناس في أمر ابراهيم فأخذ وقتل، وكان الذي تولى قتله أبو الأعور الكلبي، فقال أبو زياد الكلبي.
من مبلغ عليا تميم بأننا … نصبنا على الكلاّء بالمشط معلما
نصبنا لكم رأس المغيرة بائنا … وجثمانه بالجذع عريان ملحما
قالوا: تزوج ابراهيم بهكنة بنت عمر بن سلمة الهجيمي، فكان يونس النحوي يقول: جاء ابراهيم ليزيل ملكا فألهته امرأة بطيبها وخضابها، وأتي المنصور بالقيمية فتركها بمزجر الكلب حتى فرغ من أمر ابراهيم.
وكان عمر بن سلمة على فرس أبلق فقال ابراهيم:
أما القتال فلا أراك مقاتلا … ولئن فررت ليعرفنّ الأبلق
قالوا: وحمل رأس محمد ورأس إبراهيم إلى خراسان، ثم ردّا، فدفنهما الذي حملهما تحت درجه في منزله بدرب أبي حنيفة في مدينة أبي جعفر ببغداد، وقال بعض بني مجاشع للمنصور: