للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بجير بن ريسان الحميري إلى يزيد بن معاوية وكان عامله على اليمن، وعلى العير ورس وحلل، ورسله فيها ينطلقون إلى يزيد، فأخذها الحسين فانطلق بها معه وقال لأصحاب الإبل: لا أكرهكم من أحبّ أن يمضي معنا إلى العراق وفيناه كراه وأحسنّا صحبته، ومن أحب أن يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكراء على قدر ما قطع من الأرض. فأوفى من فارقه حقه بالتنعيم، وأعطى من مضى معه وكساهم، فيقال إنه لم يبلغ كربلاء منهم الا ثلاثة نفر، فزادهم عشرة دنانير عشرة دنانير، وأعطاهم جملا جملا، وصرفهم.

ولما صار الحسين إلى الصفاح (١) لقيه الفرزدق ابن غالب الشاعر فسأله عن أمر الناس وراءه فقال له الفرزدق: الخبير سألت، إن قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، والقضاء من السماء، والله يفعل ما يشاء، فقال الحسين: صدقت.

وحدثني إسحاق الفروي أبو موسى عن سفيان بن عيينة عن لبطة بن الفرزدق عن أبيه قال: لقيني الحسين وهو خارج من مكة في جماعة عليهم يلامق (٢) الديباج فقال: ما وراءك؟ قلت: أنت أحب الناس إلى الناس، والسيوف مع بني أمية، والقضاء من السماء.

حدثني أبو مسعود الكوفي عن عوانة بن الحكم عن لبطة بن الفرزدق قال: أخبرني أبي قال: لقيت الحسين فقلت له: القلوب معك والسيوف


(١) - الصفاح: موضع بين حنين وأنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة من مشاش. معجم البلدان.
(٢) - اليلامق: الأردية.