للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع بني أمية، وإذا في لسانه ثقل من برسام (١) كان عرض له بالعراق.

حدثني أحمد بن ابراهيم الدورقي، ثنا وهب بن جرير عن أبيه عن الزبير بن الخرّيت قال: سمعت الفرزدق قال: لقيت الحسين بذات عرق (٢) وهو يريد الكوفة، فقال لي: ما ترى أهل الكوفة صانعين، فإن معي جملا من كتبهم. قلت: يخذلونك فلا تذهب فإنك تأتي قوما قلوبهم معك وأيديهم عليك. فلم يطعني.

قالوا: ولحق الحسين عون بن عبد الله بن جعدة بن هبيرة بذات عرق بكتاب من أبيه يسأله فيه الرجوع، ويذكر ما يخاف عليه من مسيره، فلم يعجبه.

وبلغ ابن الحنفية شخوص الحسين وهو يتوضأ فبكى حتى سمع وقع دموعه في الطست.

وحدثنا عباس بن هشام بن الكلبي، ثنا معاوية بن الحارث عن شمر أبي عمرو عن عروة بن عبد الله الجعفي قال: كان عبد الله بن يسار - ويسار هو أبو عقب - قدم علينا فقال: ان حسينا قادم فانصروه وجعل يحض على القتال معه، وكان يقول: يقتلني رجل يقال له عبيد الله. فتطلبّه ابن زياد فتوارى وتزوج امرأة من مراد، فأتاه عبيد الله بن الحر فاستخرجه ثم أتى به السبخة فقتله.

قالوا: ولما بلغ عبيد الله بن زياد إقبال الحسين إلى الكوفة بعث الحصين بن تميم بن أسامة التميمي، ثم أحد بني جشيش بن مالك بن


(١) - البرسام: علة يهذى فيها. القاموس.
(٢) - مهل أهل العراق، وهو الحد بين نجد وتهامة. معجم البلدان.