للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حنظلة، صاحب شرطه، حتى نزل القادسية ونظم الخيل بينها وبين خفان (١)، وبينها وبين القطقطانة (٢) إلى لعلع (٣).

وكتب الحسين حين بلغ الحاجر (٤) مع قيس بن مسهر الصيداوي من بني أسد إلى أهل الكوفة: «أما بعد فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم، واجتماع ملأكم على نصرنا، والطلب بحقنا فأثابكم الله على ذلك أعظم الأجر، فاكمشوا أمركم، وجدوا فيه فإني قادم عليكم في أيامي إن شاء الله، والسّلام».

وقد كان مسلم كتب إليه قبل أن يقتل ببضع وعشرين ليلة: «أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله، ان جميع أهل الكوفة معك، فأقبل حين تنظر في كتابي».

فلما صار قيس بن مسهر بالقادسية أخذه الحصين بن تميم فبعث به إلى ابن زياد فأمره ان يصعد القصر فيلعن عليا ويكذب الحسين على القصر، فلما رقيه قال: أيها الناس، إن الحسين بن علي خير خلق الله وقد فارقته بالحاجر فأجيبوه وانصروه، ثم لعن زيادا وابنه واستغفر الله لعلي، فأمر ابن زياد فرمي به من فوق القصر فتقطع ومات .

قالوا: وكان زهير بن القين البجلي بمكة، وكان عثمانيا، فانصرف من مكة متعجلا، فضمّه الطريق وحسينا فكان يسايره ولا ينازله، ينزل الحسين في ناحية وزهير في ناحية، فأرسل الحسين إليه في إتيانه فأمرته امرأته ديلم


(١) - خفان: موضع قرب الكوفة.
(٢) - موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف.
(٣) - لعلع: منزل بين البصرة والكوفة.
(٤) - منزل للحاج بالبادية. القاموس.