للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظعن بهم في الجوف، وخرج بهم على البيضة إلى عذيب الهجانات، وكان يقول وهو يسير:

يا ناقتي لا تذعري من زجري … وشمّري قبل طلوع الفجر

بخير ركبان وخير سفر … حتى تجلّي بكريم النّجر

أتى به الله بخير أمر … ثمّت أبقاه بقاء الدهر

فدنا الطرماح بن عدي من الحسين فقال له: والله إني لأنظر فما أرى معك كبير أحد، ولو لم يقاتلك غير هؤلاء الذين أراهم ملازمين لك مع الحر لكان ذلك بلاء. فكيف وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة بيوم ظهر الكوفة مملوءا رجالا فسألت عنهم فقيل: عرضوا ليوجهوا إلى الحسين، أو قال ليسرحوا، فنشدتك الله إن قدرت أن لا تتقدم إليهم شبرا إلاّ فعلت، وعرض عليه أن ينزله أجأ أو سلمى أحد جبلي طئ، فجزاه خيرا ثم ودعه ومضى إلى أهله، ثم أقبل يريده فبلغه مقتله، فانصرف.

وحدثنا سعدويه، ثنا عباد بن العوام، حدثني حضين، حدثني هلال بن إساف قال: أمر زياد فأخذ ما بين واقصة إلى طريق الشام إلى طريق البصرة فلا يترك أحد يلج ولا يخرج، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام يريد يزيد بن معاوية، فتلقته الخيول فنزل كربلاء.

وكان فيمن بعث إليه، عمر بن سعد بن أبي وقاص، وشمر بن ذي الجوشن، وحصين بن نمير، فناشدهم الحسين أن يسيّروه إلى يزيد فيضع يده في يده فأبوا إلاّ حكم ابن زياد، وكان ابن زياد ممن بعث إليه الحر بن يزيد الحنظلي فقال: ألا تقبلون ما يسألكم من إتيان يزيد، فو الله لو سألكم هذا الترك والديلم ما كان ينبغي أن تمنعوهم إياه، فضرب الحر وجه فرسه وصار