ربعي: ويحكم أتفرحون بقتل مسلم، والله لقد رأيته يوم سلق اذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تنام خيول المسلمين، أفيقتل منكم مثله وتفرحون؟
وحدثنا عمر بن شبه، ثنا أبو أحمد الزبيري، حدثني عمي الفضيل بن الزبير عن أبي عمر البزار عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي قال: كنا مع الحسين بنهري كربلاء فجاءنا رجل فقال: أين حسين؟. قال: ها أنذا. قال:
ابشر بالنار تردها الساعة، قال: بل أبشر برب رحيم وشفيع مطاع، فمن أنت؟ قال: محمد بن الأشعث.
ثم جاء رجل آخر فقال: أين الحسين؟. قال ها أنذا. قال: ابشر بالنار تردها الساعة. قال: بل أبشر برب رحيم وشفيع مطاع فمن أنت؟ قال:
شمر بن ذي الجوشن. فقال الحسين: الله أكبر، قال رسول الله ﷺ:«إني رأيت كلبا أبقع يلغ في دماء أهل بيتي».
قال: ثم قتل الحسين فحمل رأسه إلى يزيد وحملنا فأقعدني يزيد في حجره، وأقعد ابنا له في حجره ثم قال لي: أتصارعه؟ فقلت: اعطني سكينا وأعطه سكينا ودعني وإياه. فقال: ما تدعون عداوتنا صغارا وكبارا.
وحمل شمر في الميسرة فثبتوا له وطاعنوه ونادى أصحابه، فحمل على الحسين وأصحابه من كل جانب، وقتل عبد الله بن عمير الكلبي، فجعلت امرأته تبكي عند رأسه، فأمر شمر غلاما له يقال له رستم فضرب رأسها بعمود حتى شدخه فماتت مكانها.
قالوا: وركب الحسين دابة له ووضع المصحف في حجره بين يديه فما زادهم ذلك إلا إقداما عليه، ودعا عمر بن سعد الحصين بن تميم فبعث معه