اليوم يا نفس ألاقي الرحمن … واليوم تجزين بكل إحسان
لا تجزعي فكل شيء فان … والصبر أحظى لك عند الديّان
وجعل عبد الرحمن بن عبد الله بن الكدن يقول:
إني لمن ينكرني ابن الكدن … إني على دين حسين وحسن
وقاتل حتى قتل، وكان نافع بن هلال قد سوّم نبله، أي أعلمها، فكان يرمي بها ويقول:
أرمي بها معلّما أفواقها … والنفس لا ينفعها إشفاقها
فقتل اثني عشر رجلا من أصحاب عمر بن سعد، ثم كسرت عضده وأخذ أسيرا فضرب شمر عنقه.
قالوا: فلما رأى بقية أصحاب الحسين أنهم لا يقدرون على أن يمتنعوا ولا يمنعوا حسينا تنافسوا في أن يقتلوا فجعلوا يقاتلون بين يديه حتى يقتلوا.
وجاء عابس بن أبي شبيب فقال: يا أبا عبد الله، والله ما أقدر على أن أدفع عنك القتل والضيم بشيء أعز عليّ من نفسي فعليك السّلام. وقاتل بسيفه فتحاماه الناس لشجاعته، ثم عطفوا عليه من كل جانب فقتل.
ولما رأى الضحاك بن عبد الله المشرقي، من همدان، انه قد خلص إلى الحسين وأهل بيته وقتل أصحابه، قال له: كنت رافقتك على أن أقاتل معك ما وجدت مقاتلا فأذن لي في الانصراف فإني لا أقدر على الدفع عنك ولا عن