للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالت زينب بنت علي لعمر بن سعد: يا عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر؟. فبكى وانصرف بوجهه عنها.

ونادى شمر في الناس: ما بالكم تحيدون عن هذا الرجل؟ ما تنتظرون؟. اقتلوه ثكلتكم امهاتكم فحملوا عليه من كل جانب فضربه زرعة بن شريك التيمي على كفه اليسرى وضرب على عاتقه ثم انصرفوا عنه وهو ينوء ويكبو.

وحمل عليه وهو في تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي فطعنه بالرمح فوقع، ثم قال لخولي بن يزيد الأصبحي: احتز رأسه، فأراد أن يفعل فضعف وأرعد، فقال له سنان: فتّ الله في عضدك وأبان يدك، ونزل إليه فذبحه ثم دفع رأسه إلى خولي.

وكان قد ضرب قبل ذلك بالسيوف وطعن فوجد به ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، ويقال أن خولي بن يزيد هو الذي تولى احتزاز رأسه بإذن سنان.

وسلب الحسين ما كان عليه، فأخذ قيس بن الأشعث بن قيس الكندي قطيفة له وكانت من خز، وأخذ نعليه رجل من بني أود يقال له الأسود، وأخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم، ومال الناس على الورس والحلل والإبل فانتهبوها، وأخذ الرحيل بن زهير الجعفي، وجرير بن مسعود الحضرمي، وأسيد بن مالك الحضرمي أكثر تلك الحلل والورس وأخذ أبو الجنوب الجعفي جملا كان يستقى عليه الماء، وسماه حسينا.

وكان سويد بن عمرو بن أبي المطاع قد صرع فأثخن، فسمع قائلا