أطعت الفاجر الظالم ابن زياد وعصيت الحكم العدل، وقطعت القرابة الشريفة.
حدثني عمر بن شبه عن أبي عاصم عن قرة بن خالد عن أبي رجاء قال: قال جار لي حين قتل الحسين: ألم تر كيف فعل الله بالفاسق ابن الفاسق، فرماه الله بكوكبين في عينيه.
قالوا: ونصب ابن زياد رأس الحسين بالكوفة وجعل يدار به فيها، ثم دعا زحر بن قيس الجعفي فسرح معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه وأهل بيته إلى يزيد بن معاوية، وكان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي، فلما قدموا عليه قال: لقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سمية، أما والله لو كنت أنا صاحبه لعفوت عنه، رحم الله الحسين فقد قتله رجل قطع الرحم بينه وبينه قطعا، ولم يصل زحر بن قيس بشيء.
العمري عن الهيثم عن عبد الملك بن عمير أنه قال: رأيت في هذا القصر عجبا، رأيت رأس الحسين على ترس موضوعا بين يدي ابن زياد، ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي مصعب، ثم رأس المختار بين يدي مصعب ثم رأس مصعب بن يدي عبد الملك بن مروان.
وقال الهيثم بن عدي عن عوانة: لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد تمثل ببيت الحصين بن حمام المري:
يفلّقن هاما من رجال أعزّة … علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
حدثني عمرو الناقد، وعمر بن شبة قالا: ثنا أبو أحمد الزبيري عن عمه فضيل بن الزبير وعن أبي عمر البزار عن محمد بن عمرو بن الحسن