للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعذبه حتى ظن أن قد قتله، ثم أخرج زيد وأصحابه إلى المسجد بعد العصر فحلفوا أنه ليس لخالد ولا ليزيد عندهم شيء، وغلّظ عليهم الأيمان وكتب بذلك إلى هشام، فأمره بتخلية سبيلهم وإشخاصهم إلى المدينة.

وقد روي أن ابن داود، وزيدا، ومحمد بن عمر كانوا في عسكر هشام، وأن يوسف بن عمر حمل إليه باقيهم فأحلفهم فحلفوا فخلى سبيلهم.

قالوا: ولقي زيد بن علي الأبرش الكلبي وهو خارج من عند هشام فقال: إنه والله ما ترك قوم الجهاد إلا ذلّوا، فسمعها خادم لهشام، ويقال سمعها الأبرش فأبلغها الأبرش هشاما فاحتملها عليه وقال له: يا زيد أخرج إلى حيث شئت ولا تدخل الكوفة.

قالوا: ولحق زيدا بعد شخوصه من الكوفة قوم من الشيعة فقالوا له:

أنا نرجو أن تكون المنصور (١)، وأن يكون هذا الزمان زمان هلاك بني أمية، فقال له داود حين أراد المضي إلى الكوفة وقد أطّلع على أمره: يا أبا الحسين، إن أهل الكوفة أصحاب علي وأصحاب الحسين فاحذرهم، فلم يقبل ورجع إلى الكوفة مستترا. فقال له محمد بن عمر بن علي: قد صدقك ابن عمك فلا تخرج، فلما أبى مضى إلى المدينة وتركه.

قالوا: ولما قدم زيد الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه وأتته المحكّمة (٢) أيضا فبايعوه جميعا حتى أحصى في ديوانه خمسة عشر ألفا، ويقال، اثنا عشر ألفا من أهل الكوفة خاصة، سوى: أهل المدائن، والبصرة، وواسط،


(١) - من ألقاب المهدي المنتظر.
(٢) - أي خوارج.