والموصل، وخراسان، والري، وجرجان، والجزيرة، فأقام بالكوفة بضعة عشر شهرا، وأتى البصرة وأقام بها شهرين.
وقد كان وجّه دعاته إلى الآفاق فأجابه ناس من أهل كل ناحية، وكان قد نزل بالكوفة في منزل مولى له يقال له حميد بن دينار في أحمس وفي منزل نصر بن خزيمة العبسي، فبلغ يوسف أنه بالكوفة في عبس فتحوّل إلى بارق فنزل فيهم في منزل نصر بن عبد الرحيم البارقي، ثم تحوّل إلى بني يربوع ثم إلى بني بكر بن وائل، وكتب إلى هلال بن خبّاب فأجابه.
وكان إذا بويع قال: أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وجهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين، واعطاء المحرومين، وقسم هذا الفيء على أهله، وردّ المظالم وإقفال المجمّرة، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب، أتبايعون على هذا؟ فيبايعونه ويضع يده على يد الرجل، ثم يقول: عليك عهد الله وميثاقه لتفينّ لنا، ولتنصحنا في السر والعلانية، والرخاء والشدة، والعسرة واليسرة، فيماسح على ذلك.
وقرأت في كتاب سالم كاتب هشام كتابا نسخته:» أما بعد فقد عرفت حال أهل الكوفة في حبهم أهل هذا البيت، ووضعهم إياهم في غير مواضعهم لافتراضهم على أنفسهم طاعتهم، ونحلتهم إياهم عظيم ما هو كائن مما استأثر الله بعلمه دونهم حتى حملوه على تفريق الجماعة والخروج على الأئمة، وقد قدم زيد بن علي على أمير المؤمنين في خصومه، فرأى رجلا جدلا لسنا حوّلا قلّبا، خليقا بصوغ الكلام وتمويهه واجترار الرجال بحلاوة لسانه، وكثرة مخارجه في حججه، وبما يدلي به عند الخصام من العلوّ على الخصم بالقوة المؤدية إلى الفلج، فعجّل إشخاصه إلى الحجاز، ولا تدعه العام قبلك