من لين لفظه، وحلاوة منطقه، مع ما يدلي به من القرابة برسول الله، وجدهم سبيلا إليه غير متفرقين».
وكتب زيد إلى أهل الآفاق كتبا يصف فيها جور بني أمية، وسوء سيرتهم، ويحضّهم على الجهاد ويدعوهم إليه، وقال: لا تقولوا خرجنا غضبا لكم، ولكن قولوا خرجنا غضبا لله ودينه.
وبعث زيد بن علي عطاء بن مسلم وهو ابن اخت سالم بن أبي الجعد إلى زبيد اليامي يدعوه إلى الجهاد معه، فقال: أخبره أنّ نصرته حق وحظ، ولكني أخاف أن يخذل كما خذل جده الحسين.
وبعث إلى أبي حنيفة فكاد يغشى عليه فرقا، وقال: من أتاه من الفقهاء؟ فقيل له: سلمة بن كهيل ويزيد بن أبي زياد، وهاشم البرند، وأبو هاشم الرماني وغيرهم. فقال: لست أقوى على الخروج، وبعث إليه بمال قواه به.
وقد كان سلمة بن كهيل فيما يقال أشد الناس نهيا لزيد عن الخروج، ويقال: إنه بايعه.
وبعث زيد إلى سليمان الأعمش فقال: قولوا له إني لا أثق لك بالقوم، ولو وثقت لك بثلاثمائة رجل منهم لغيّرنا لك جوانبها.
وكتب إلى الزهري مع رسول له يدعوه إلى الجهاد معه، فقال: أما مادام هشام حيا فلا. فإن أخّرت الخروج إلى ولاية الوليد خرجت معك.
وحدثنا يوسف بن محمد، ثنا حكام الرازي عن عنبسة قال: سمعت أبا حصين قال لقيس بن الربيع: يا قيس. قال: لبيك. قال: لا لبيك ولا سعديك، تبايع رجلا من ولد رسول الله ثم تخذله، وكان ممن بايع زيدا.