قالوا: وبلغ يوسف بن عمر بيعة من بايع من أهل واسط فحصّنها وتوثق من أبوابها واستدّ عليهم، وكذلك المدائن، وشحن واسطا بالخيول.
وكان خليفته على الكوفة الحكم بن الصلت بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل، فقدم يوسف الكوفة وصار إلى الحيرة فنزل بها، ولما رأى أصحاب زيد المبايعون أن يوسف بن عمر قد علم بأمر زيد وصحّ عنده خبره، وأنه يبحث عنه، ويفحص عن خبره، ويدس إليه، اجتمع إلى زيد جماعة منهم من الرؤساء، فقالوا: يرحمك الله ما قولك في أبي بكر وعمر؟ فقال: كنا أحقّ البريّة بسلطان رسول الله ﷺ فاستأثرا علينا، وقد وليا علينا وعلى الناس فلم يألوا عن العمل بالكتاب والسنّة، ففارقوه ورفضوا بيعته، وقالوا: إن أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين هو الإمام، وجعفر بن محمد إمامنا بعد أبيه، وهو أحق بها من زيد، وإن كان زيد أخاه، فسماهم زيد حين رفضوا بيعته:
الرافضة.
وقال لهم زيد: وجهوا إلى أبي جعفر رسولا، فإن أمركم بالخروج معي فاخرجوا، فاعتلّوا عليه، ثم قالوا: لو أمرنا بالخروج معك ما خرجنا لأنا نعلم أن ذلك تقية منه واستحياء منك. فقال: كفّوا أيديكم عني.
وكان زيد يقول: رفضتني الرافضة كما رفضت الخوارج عليا.
ويقال إن طائفة منهم قالوا لمحمد بن علي قبل خروج زيد: إن أخاك زيدا فينا يبايع، فقال بايعوه فهو اليوم أفضلنا، فلما قدم الكوفة كتموا زيدا ما سمعوا من أبي جعفر محمد بن علي أخيه.
قالوا: وكتب عبد الله بن حسن إلى زيد: يا بن عم، إن أهل الكوفة