للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما تصنع بها جارية (١) عاتق في البيت. قال: أقسم لتأتيني بها أو لأضربنّ عنقك.

وقد كان كتب إلى هشام يصف طاعته، فأبى أن يأتيه بابنته، فضرب عنقه، وأمر العريف أن يأتيه بابنة عبد الله بن يعقوب فأبى فأمر به فدقّت يده ورجله.

ووكل يوسف بخشبة زيد أربعمائة رجل يحرسونها. ينوب في كل ليلة مائة رجل، وبنى حول جذعه بناء كالدكة من آجر.

وكان زهير بن معاوية أحد من يحرسه، فلما مات هشام وولي الوليد بن يزيد وفد إليه يوسف فلما رجع من عنده إلى الكوفة أمر بإحراق زيد ، فجمع الحطب والقصب، وجاء الغوغاء من ذلك بشيء كثير فأعطاهم دراهم كثيرة، ثم أمر به فأحرق وألقى رماده في الفرات.

ويقال إن الوليد قال له: انظر عجل أهل الكوفة فحرّقه ثم انسفه في اليمّ نسفا، ويقال إنه كتب إليه بذلك.

وكتب يوسف بن عمر إلى هشام في أم ولد لزيد ومعها ثلاثة أولاد لها صبيان، فأمر أن يدفعوا إلى أقرب الناس إليهم فدفعوا إلى الفضل بن عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وهو الذي يقول:

إذا ما كنت متخذا خليلا … فلا تجعل خليلك من تميم

بلونا حرّهم والعبد منهم … فما عرف العبيد من الصميم

موالينا إذا احتاجوا إلينا … وسير قدّ من من وسط الأديم

وأعداء إذا ما النعل زلّت … وأول من يغير على الحريم


(١) - العاتق: الجارية أول ما أدركت. القاموس.