والحل والإحرام لتخلين سبيله فينزل من مكة حيث شاء، ومن الأرض حيث أحب أو لنجالدنّك بأسيافنا.
فقال ابن الزبير - ورأى أن أصحابه قد ملأوا المسجد، وأن أصحاب ابن الحنفية لا يبلغون مائتين-: وما هؤلاء، والله لو أذنت لأصحابي فيهم ما كانوا عندهم إلا أكلة رأس.
فقال صخير بن مالك: أما والله لأرجو إن رمت ذلك أن يوصل إليك قبل أن ترى فينا ما تحب.
وقام الطفيل بن عامر فقال:
قد علمت ذات الشباب الرّود … والجرم ذي البضاضة الممسود
إنا أسود وبنو الأسود
فقال ابن الحنفية لعامر: يا أبا الطفيل مر ابنك فليسكت، وتكلم ابن الحنفية فقال: آمركم بتقوى الله وأن تحقنوا دماءكم، وإني معتزل لهذه الفتنة حتى تجتمع الأمة. إذ اختلفت وتفرقت فأطيعوني.
وقال عبد الله بن عباس بن عبد المطلب لابن الزبير: قد نهيتك عن هذا الرجل وأعلمتك أنه لا يريد منازعتك فاكفف عنه وعن أصحابه.
فقال: والله لا أفعل حتى يبايع وتبايعوا، أما بايع يزيد ولا يبايعني؟!
فمكث القوم ثلاثة أيام قد صفّ بعضهم لبعض في المسجد والمعتمرون يمشون فيما بينهم بالصلح - فلما كان اليوم الثالث قدم عليهم من قبل المختار أبو المعتمر في مائة، وهانئ بن قيس في مائة، وظبيان بن عمارة التميمي في مائتين، ومعه مال بعث به المختار، وهو أربعمائة ألف درهم،