للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أقبلوا جميعا حتى دخلوا المسجد يكبرون وينادون: يا لثارات الحسين، فلما رآهم اصحاب ابن الزبير خافوهم.

ورأى ابن الحنفية أنه قد امتنع وأصحابه فقال لهم: اخرجوا بنا إلى الشّعب. ولم يقدر ابن الزبير على حبسهم فخرج فنزل شعب علي، وضم إليه المال الذي عنده، وأتته الشيعة من عشرة وعشرين ورجل ورجلين حتى اجتمع عنده أربعة آلاف رجل، ويقال أقل من أربعة آلاف فقسم بينهم المال الذي أتاه، فلما صار ابن الحنفية في هذا الجمع استأذنه قوم ممن كان قدم إليه في إتيان الكوفة للإمام بأهليهم ثم الرجوع إليه، منهم عبد الله بن هانئ الكندي، وعقبة بن طارق الجشمي، ومالك بن حزام بن ربيعة الكلابي، وعبد الله بن ربيعة الجشمي، فقدموا الكوفة، فلما كانت وقعة جبانة السبيع (١) قاتلوا المختار إلاّ عبد الله بن هانئ فيقال إنه رجع إلى ابن الحنفية.

ثم إن المختار بعث إلى ابن الحنفية بثلاثين ألف دينار مع عبد الرحمن بن أبي عمير الثقفي، وعبد الله بن شداد الجشمي، والسائب بن مالك الأشعري، وعبد الله وهو عبدل لام بن الحصل الطائي، وبعث معهم برأس عبيد الله بن زياد، وحصين بن نمير، وابن ذي الكلاع، فنصبت هذه الرؤوس على باب المسجد.

وقسم ابن الحنفية ذلك المال بين أصحابه فقووا وعزوا.

قالوا: ولم يزل ابن الحنفية بالشعب عزيزا منيعا حتى قتل المختار، وظهر مصعب بن الزبير على الكوفة، واشتد أمر عبد الله بن الزبير وتضعضع


(١) - سيرد ذكر هذه الوقعة لدى الحديث عن المختار.