للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبلغه فعل ابن الزبير فبعث إليه يعلمه إنه إن قدم عليه أحسن إليه، وعرض عليه أن ينزل إي الشام شاء حتى يستقيم أمر الناس، وكان رسوله إليه حبيب بن كرّه مولاهم.

وكتب عبد الله بن عباس إلى عبد الملك في محمد بن الحنفية كتابا يسأله فيه الوصاة بمحمد بن الحنفية والعناية بشأنه والحيطة عليه، إذا صار إلى الشام، فأجابه عبد الملك بكتاب حسن يعلمه فيه قبول وصيته، وسأله أن ينزل به (١) حوائجه، وخرج ابن الحنفية وأصحابه يريدون الشام، وخرج كثير عزة أمامه وهو يقول:

هديت يا مهديّنا ابن المهتدي … أنت الذي نرضى به ونرتجي

أنت ابن خير الناس من بعد النبي … أنت إمام الحق لسنا نمتري

يا بن عليّ سر ومن مثل علي (٢)

وأتى ابن الحنفية مدين وبها مظهر بن حبّي العكي من قبل عبد الملك، فحدثه أصحابه بما كان من غدر عبد الملك بعمرو بن سعيد بن العاص بعد أن أعطاه العهود المؤكدة فحذره ونزل أيلة، وتحدث الناس بفضل محمد وكثرة صلاته وزهده وحسن هديه، فلما بلغ ذلك عبد الملك ندم على إذنه له في قدوم بلده فكتب إليه: إنك قدمت بلادنا بإذن منا، وقد رأيت أن لا يكون في سلطاني رجل لم يبايعني. فلك ألف ألف درهم أعجل لك منها مائتي ألف درهم ولك السفن التي أرفأت إليك من مصر، وكانت سفنا بعث إليه فيها بأمتعة وأطعمة.


(١) - في رواية أخرى «يعلمه فيه» (من هامش الأصل).
(٢) - ليسوا في ديوانه المنشور.