للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نستشفع إليك بعم نبيك، والعباس قائم إلى جنبه ملحّ في الدعاء وعيناه تهملان.

حدثني أبو بكر الوراق، حدثنا اسحاق بن البهلول عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال:

خرج عمر يستسقي فأخذ بضبعي (١) العباس وقال: اللهم هذا عمّ نبيك فاسقنا، فما برح الناس حتى سقوا.

ويروى عن الكلبي عن أبي صالح قال: أجدبت الأرض على عهد عمر حتى التقت الرّعاء وألقيت العصيّ وعطلت النعم، فقال كعب: يا أمير المؤمنين إن بني اسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة الأنبياء، فاستسقى عمر بالعباس فجعل عمر يدعو والعباس يدعو.

وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: استسقى عمر بن الخطاب بالعباس عام الرمادة فقال: اللهم إن هؤلاء عبادك وبنو إمائك أتوك راغبين متوسلين إليك بعم نبيك، فاسقنا سقيا نافعة تعمّ البلاد وتحيي العباد، اللهم إنّا نستسقيك بعم نبيك ونستشفع إليك بشيبته، فسقوا، فقال في ذلك الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب:

بعمي سقى الله الحجاز وأهله … عشّية يستسقي بشيبته عمر

توجّه بالعباس في الجدب راغبا … إليه فما أن رام حتى أتى المطر

ومنا رسول الله فينا تراثه … فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر


(١) الضبع: العضد كلها، أو وسطها بلحمها، أو الإبط، أو ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه. القاموس.