حدّثني أبو مسعود بن القتات عن زهير بن المسيب الضبي عن أبيه قال: وفد محمد بن علي الامام على هشام بن عبد الملك فلما دخل عليه قال:
ما جاء بك؟ قال: حاجة يا أمير المؤمنين، قال: انتظر بها دولتكم التي تتوقعونها وتروون فيها الأحاديث وترشحون لها أحداثكم، فقال: اعيذك بالله يا أمير المؤمنين، ثم نظر الى حاجبه نظرة مغضب لإذنه له، فدنا الحاجب منه فقال، أصدقك والله يا أمير المؤمنين، إني رجل عقيم فسمعني أشكو ذلك فقال: إن عندي دعوات رويتها عن أبي عن أبيه عن رسول الله ﷺ يدعو بها مثلك فيرزق الولد، فإن علمتك إياها تأذن لي؟ فضمنت له فعلمنيها ووفيت له، فقال: قبحك الله فما أعجز رأيك، لهممت أن أضرب عنقك، إنّ هؤلاء قوم جعلوا رسول الله لهم سوقا. ثم قال لمحمد بن علي: ان عامل ناحيتك كتب يعلمنا أن الولاة قبله تركوا لكم من الخراج مائة ألف درهم في سنين لغير حقّ واجب فأدّ ذلك، وأمر ان يؤخذ بالمائة الألف فيقام في الشمس ويبسط عليّه العذاب. وكان في عسكر هشام يومئذ عيسى بن إبراهيم أبو موسى السراج الذي كان أبو مسلم يتعلم منه السراجة ويخدمه، وأبو مسلم يومئذ معه، وكان عيسى يومئذ من أهل الكوفة، ورئيسا من رؤساء الشيعة، وكان موسرا يأتي بالسّروج إليها وإلى أصبهان والجبال، والرقّة، ونصيبين، وآمد، ونواحي البلاد فيبيعها بها، فجمع نفرا من الشيعة ذوي يسار وانطلق بهم إلى سالم كاتب هشام فضمنوا ما على محمد بن علي وجعلوا يؤدّون عنه الأوّل فالأوّل منه، وأبو مسلم يأتي محمد بن علي برسالة صاحبه وألطافه وما يجب معرفته من الخبر، فلما أدّيت المائة الالف كلّم هشام في محمد بن علي فخلّى سبيله، فرجع إلى الحميمة،