فانهزم أصحاب ابن علي أقبح هزيمة، وهرب فصار إلى ناحية حرّان ثم إلى الرقة وعبر إلى جسر الرقة، ثم أحرقه، وسار في البر حتى أتى البصرة فنزل على سليمان بن علي أخيه، وكان أبوه قد أوصاه به فيما يقال.
وكان أبو مسلم لما قدّم مقدّمته وعليها حميد بن قحطبة من الموصل لقوا عبد الصمد بن علي ببلد فقاتله حميد فهزمه ثم أخذه أسيرا. ويقال إن أبا مسلم وجه في أيام محاربته ابن علي حميدا إلى عبد الصمد وهو بالجزيرة فقاتله وهزمه حتى لحق بالرّصافة فأخذ بها وأتي به أبو مسلم، فوجّه المنصور مرزوقا أبا الخصيب مولاه فحمله إليه في سلسلة، فكلمه فيه إسماعيل بن علي فعفا عنه وأمر له بألف دينار. وقال بعضهم: قدم به أبو مسلم معه.
وقال بعض ولده: أتى الكوفة فاستخفى بها حتى كلّم المنصور فيه فأمّنه ووصله.
وقال أبو الحسن المدائني في بعض روايته: هزم عبد الصمد فهرب إلى الرصافة، ووافاه ابن علي منهزما هاربا فمضى، وأقام عبد الصمد لأمر أراده وعزم على أن يتبع ابن علي من يومه ولم ير أنه مطلوب فوافاه زبارة بن جرير، وكان ممّن رتّب بقرقيسيا، فجرّ برجله ثم أوثقه وحمله إلى أبي مسلم وهو بتلّ مذايا، وقدم صالح بن علي بن عبد الله من مصر متمسكا بطاعة المنصور مقيما عليها، فحارب ابن ضبعان في اليوم الذي هزم فيه عبد الله بن علي، وحوى ابو مسلم أموال ابن علي، وجميع ما كان في عسكره، وأطلق الأسرى ووهب لكل أسير أربعة دراهم ولم يقتل إلا أبا غسان لشهادته بما شهد به لابن علي. ولما بلغ عامل ابن عليّ على دمشق، قتل العكّي وخالدا ابنه وكانا في حبسه.