للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن علي الإمام باستخلافه إياه لرضاه مذهبه ونيته ونصيحته، فكتب إليه محمد بن علي بالقيام بما كان بكير بن ماهان يقوم به، وكان سليمان بن كثير القائم بأمر خراسان.

ومات أسد بخراسان فولى خالد أمرها جعفر بن حنظلة البهراني، ثم عزل خالد عن العراق، ووليه يوسف بن عمر، فولّى هشام خراسان نصر بن سيار، وأمره بمكاتبة يوسف ومعاملته، وقدم على الإمام محمد بن علي: سليمان بن كثير، ولاهز بن قريظ، وقحطبة بن شبيب في رجال آخرين، ومعهم أموال وكسى فأوصلوا ذلك إليه، فقال لهم: ما أظنكم تلقوني بعد عامي هذا، فإن حدث بي حدث فصاحبكم إبراهيم بن محمد، وأنا أوصيكم به خيرا، فقد أوصيته بكم، ومات محمد بن علي فصار الأمر إلى ابراهيم الإمام.

وكان أبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم من أهل ضياع بني معقل العجليين بأصبهان أو غيرها من الجبل، وكان يسمّى إبراهيم بن حيّكان، وانما سماه عبد الرحمن وكناه أبا مسلم ابراهيم الامام، وكان ادريس وعيسى ابنا معقل محبوسين بالكوفة مع قوم، حبسهم يوسف بن عمر من أهل الجبل بسبب الخراج، فكان أبو مسلم يخدمهما ويقضي حوائجهما، وهو في ذلك مع أبي موسى السراج صاحبه يخرز الأعنّة، ويعمل السروج وله بضاعة في الأدم، وكان عاصم بن يونس العجلي محبوسا بسبب فساد، فكان يخدمه أيضا وكان شيعيا، فقدم سليمان بن كثير، ولاهز، وقحطبة الكوفة يريدون الحج، فدخلوا على عاصم مسلّمين فرأوا أبا مسلم عنده فأعجبهم عقله وظرفه وأدبه وشدة نفسه وذهابه بها، ومال إليهم فعرف أمرهم فقال: أنا