أصحبكم وأكون معكم، فسألوا أبا موسى السراج أن يعينهم به، وكان من كبار الشيعة، ففعل وكتب معه كتابا الى إبراهيم الإمام، وقد كان علم أن إبراهيم على الحج في سنته، وأن القوم واعدوه الالتقاء بمكة. فشخص أبو مسلم معهم ووجدوا إبراهيم بمكة فأعطوه عشرين ألف دينار، ومائتي ألف درهم، وأوصلوا إليه كسى حملوها له، ورأى إبراهيم الإمام فعرفه وأثبته لأنه كان يراه أيّام اختلافه إلى أبيه في محبسه، وتأمل أمره وأخلاقه فأعجبه منطقه ورأيه وجزالته، فقال: هذا عضلة من العضل، ومضى به فكان يخدمه، ثم إن هؤلاء النقباء قدموا على إبراهيم يطلبون رجلا يتوجه معهم إلى خراسان، فعرض على سليمان بن كثير أن يكون ذلك الرجل فأبى، وعرض مثل ذلك على قحطبة، فأبى فأراد توجيه رجل من أهل بيته فكره ذلك، وذكر أبا مسلم فأطرياه، ووصفا عقله وعلمه بما يأتي ويذر؛ فاستخار الله ووجهه إلى خراسان، فنزل على سليمان بن كثير فكان والشيعة جميعا له مكرمين مبجّلين سامعين مطيعين، وجعل أمرهم ينمو حتى كان منه ما كان.
وحدثني عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الامام قال: كان أبو مسلم لبعض أهل هراة أو بوشنج، فقدم مولاه على الإمام، وقدم به معه فأعجبه عقله فابتاعه منه بألفين وعشرين درهما وأعتقه، ومكث عنده سنين، ثم وجهه إلى خراسان.
وقال هشام بن الكلبي: كان ابوه من خول آل معقل فأسلم إلى أبي موسى السراج فكان معه، وقدم أبو موسى الكوفة فبينا ابو مسلم يخرز شيئا في يده اذ رأى الناس يتعادون، فقال: ما هذا؟ قالوا: هاهنا فيل ينظر