للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكلام شديد وقال: إن الحديد بالحديد يفلح. فقال أبو العباس: من تشدّد أنفر، ومن لان تألّف، والجاهل تكفيكه مساوئه.

حدثني عمر بن بكير عن الهيثم عن ابن عياش، قال: كان أبو العباس أسخى الناس، ما وعد عدة قط فأخرها عن وقتها أو قام من مجلسه حتى يقضيها، ولقد سمعناه يقول: إن المقدرة تصغّر الأمنية، لقد كنا نستكثر أمورا أصبحنا نستقلّها لأخسّ من صحبنا، ثم يسجد لله شكرا.

المدائني قال: سمر خالد بن صفوان عند أبي العباس، ففخر قوم من بني الحارث بن كعب وخالد ساكت، فقال له أبو العباس: تكلم يا خالد، فقال: هؤلاء أخوال أمير المؤمنين، قال: وأنت من أعمامه وليس الأعمام بدون الأخوال، فقال: وما أكلم من قوم إنما هم على افتخارهم بين ناسج برد وسائس قرد ودابغ جلد، دلّ عليهم هدهد، وغرّقتهم فأرة، وملكتهم امرأة، فجعل أبو العباس يضحك.

أبو الحسن المدائني عن أبي محمد المغربي قال: قال أبو العباس لخالد بن صفوان حين أخذ سليمان بن حبيب: أشعرت أن سليمان أخذ من بئر؟ فقال: هذا الذي خرج رقصا، دخل قفصا.

وحدثني أبو مسعود الكوفي عن عبد الجبار الكاتب قال: دخل بخالد بن صفوان على أبي العباس أمير المؤمنين، فقال له: لقد وليت الخلافة فكنت أهلها وموضعها، ورعيت الحق في مسارحه وأوردته موارده فأعطيت كلا بقسطه من نظرك وعدلك ورأيك ومجلسك، حتى كأنك من كل أحد، وكأنك لست من أحد، فأعجبه قوله وأمر له بمال.