للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وقال المنصور لعيسى بن عبد الله النوفلي لما مات أبو العباس:

قد عرفتني في السلطان وقبله، فهل رأيت لي لذة في مطعم أو مركب أو ملبس؟ ولقد أئتني الخلافة وما طلبتها، فقال: مازلت والله أعرفك بالزهد والفضل وطلب العلم.

وحدثني علي بن المأمون عن أبيه عن الرشيد قال: أدخلت على المنصور وأنا صبيّ فرأيته جالسا على حصير متكئا على مسورة جلود فدعا بعشرة دنانير جدد فوهبها لي، وأخذني فقبّلني وصرفني.

وحدثني المدائني قال: كان المنصور يخرج من مقصورة النساء ليلا يريد المسجد ومعه جارية حبشية، أو قال صفراء، تحمل له سراجا.

وحدثني قال: كان المنصور يقول: الملوك ثلاثة: معاوية وكفاه زياد، وعبد الملك وكفاه الحجاج، وأنا ولا كافي لي.

وكان يذكر بني أميّة فيقول: رجلهم هشام. وكان يقول: الخلفاء أربعة والملوك أربعة، فالخلفاء: أبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان على ما نال وقد نيل منه أعظم، والملوك: معاوية، وعبد الملك، وهشام، وأنا، ولنعم الرجل كان عمر بن عبد العزيز، كان أعور بين عميان. وكان يقول: نعم صاحب الحرب حمار الجزيرة من رجل لم يكن عليه طابع الخلافة، يعني مروان.

المدائني، قال: أتى ابن ليوسف بن عمر المنصور فوصله بثلاثة آلاف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين أمّلت منك أكثر من هذا، فقال: هذه كانت صلة أبيك لنا، قال: يا أمير المؤمنين فأين فضل قريش على ثقيف، وفضل الخلافة على الإمارة؟ فضحك وأمر له بعشرة آلاف درهم.