ابعث عليّ حربا أخرى، إن خافني مالأ عدوي عليّ، وإن ظفر أعاد الحرب بيني وبينه جذعة، وقد سمعتكم تذكرون أن له أربعة آلاف مولى يموتون تحت ركابه فأيّ رأي هذا؟ والله لو دخل عليّ إبراهيم بسيف مسلول لكان آمن عندي من عبد الله بن علي
وحدثني الحرمازي قال: لما قتل إبراهيم بن عبد الله وبعث عيسى بن موسى برأسه أمر المنصور أن يطاف به بالكوفة، ثم خطب المنصور بالكوفة فقال: يا أهل الكوفة عليكم لعنة الله وعلى بلد أنتم فيه، للعجب لبني أميّة وصبرهم عليكم كيف لم يقتلوا مقاتلتكم ويسبوا ذراريكم ويخربوا منازلكم، سبئيّة خشبيّة، قائل يقول: جاءت الملائكة، وقائل يقول: جاء جبريل، وهو يقول: أقدم حيزوم، ثم عمدتم إلى أهل هذا البيت وطاعتهم حسنة فأفسدتموهم وانغلتموهم، فالحمد لله الذي جعل دائرة السوء عليكم، أما والله يا أهل المدرة الخبيثة لئن بقيت لكم لأذلنّكم.
وحدثني عبد الله بن مالك وغيره، قالوا: أتمّ المنصور بناء مدينته بغداد ونزلها في سنة ست وأربعين ومائة، وبنى قصره في الخلد على دجلة سنة سبع وخمسين، وتولّى ناحية منه الربيع، وناحية أخرى أبان بن صدقة. قال عبد الله بن مالك: وأنا يومئذ مع أبان، وكان المنصور يعاقب من سمّاه الخلد ويقول: الدنيا دار فناء وإنما الخلد في الجنة.
حدثني الحرمازي قال: ولى المنصور الحسن بن زيد المدينة بعد جعفر بن سليمان، فعبث بجلساء جعفر وأصحابه، وأضرّ باسماعيل بن أيوب المخزومي، فقال:
وإن بني العباس لن نستطيعهم … فلا ذنب لي فانظرهم حسرات