للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما ترى الرقة البيضاء شاغرة … إلا شراذم شذاذا وخصيانا

ما ترتجي بعد هذا اليوم لا ظفرت … [كفاك] (١) إن لم تنلها من سليمانا

لا عيب بالمرء الا انّه رجل … يحكي الخرائد تانيثا وتليانا

فبلغت الأبيات سليمان فحبسه وحلقه وضربه، فتكلم فيه سعيد الجوهري فخلى سبيله، ثم كلم المأمون فأذن له في حبسه فحبسه فقال في الحبس:

تعفو الكلوم وينبت الشعر … ولكل وارد منهل صدر

والعار في أبواب منبطح … لعبيده ما أورق الشجر

وقال أيضا:

قل لسليمان على ما أرى … من طول حبسي واقتراب الأجل

حبستني في غير جرم سوى … حكايتي عنك مقال الخطل

قولك ما أعرف من لذة … لم أشف منها النفس الا الحبل

ومات في الحبس، وله شعر يهجو به البرامكة، ويقول في يحيى بن خالد:

يتبع الزنديق يحيى وابنه … إنه للغي قدما متّبع

ويعقوب بن أبي جعفر، وأمّه فاطمة أيضا وله عقب، وقد حج بالناس سنة اثنتين وسبعين، سقط عن فرسه فاندقّت عنقه.

وعيسى بن أبي جعفر، وأمّه فاطمة.

وصالح بن أبي جعفر، وأمه أم ولد، وكان يسميه صالحا المسكين لرقّته عليه، ويقول: ما أشبع لصالح من حال ولا برّ، ويقول: ادعوا ابني المسكين،


(١) - زيد ما بين الحاصرتين من الصولي - أشعار أولاد الخلفاء ص ١٦.