للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقتلى أحد فاستخرجوا من قبورهم رطابا تنثني أطرافهم بعد أربعين سنة.

وحدثني عبد الواحد بن غياث، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو الزبير عن جابر وعمرو بن دينار ان المسحاة أصابت قدم حمزة فدميت بعد أربعين سنة.

قال كعب بن مالك الانصاري يرثي حمزة بن عبد المطلب :

ولقد هددت لفقد حمزة هدّة … ظلّت بنات القلب منها ترعد

ولو انه فجع الجبال بمثله … ظلت رواسي صخرها تتهدّد

قرم تمكّن في ذؤابة هاشم … حيث النبوة والتّقى والسؤدد

التارك القرن الكمّي مجدّلا … يوم الكريهة والقنا يتقصّد

وتراه يرفل في الحديد كأنه … ذو لبدة شثن البراثن أربد

عم النبي محمد وصفيّة … ورد الحمام فطاب ذاك المورد

وأتى المدينة معلما في أسرة … نصروا الإله وحقّه فاستشهدوا

ولقد أتاني أنّ هندا بشّرت … لتميت عاجل غصّة لا تبرد

مما صبحنا بالعقنقل (١) … قومها

يوما تغيّب فيه عنها الأسعد (٢)

وقال أيضا:

صفيّة قومي ولا تعجزي … وبكّي النساء على حمزة

ولا تسأمي أن تطيلي البكاء … على أسد الله في الهزّة (٣)


(١) - العقنقل: الكثيب من الرمل.
(٢) - انظر القصيدة كاملة في سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٦٥٧.
(٣) - الهزاهز: تحريك البلايا والحروب للناس.