وأمّ الأعياص آمنة بنت أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ولها يقول النابغة الجعدي (١):
وشاركنا قريشا في تقاها … وفي أنسابها شرك العنان
بما ولدت نساء بني هلال … وما ولدت نساء بني أبان
وكانت أمّ سفيان بن حرب وعبد الله بن العبّاس هلاليّتين.
قال ابن الكلبي: فالعنابس من بني أميّة: حرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان واسمه عنبسة، والعنبس الأسد؛ وقال غيره: صبروا على الحرب فسمّوا العنابس.
وكان حرب شريفا وكان ينادم عبد المطّلب، ثمّ جري بينهما كلام فتنافرا فنفّر عليه عبد المطّلب، وزعم رجل من أهل المدينة: أنّ حربا لما مات كانت نساء قريش تبكيه في كلّ مأتم ويقلن واحرباه واحرباه، فمكثن بذلك حينا، ثم إنّ امرأة أصيبت بابنها فجعلن النساء يقلن: وا حرباه، فقالت: وما أصنع بحرب؟ بل واحرباه، فقلن: وا حرباه، من الحرب، والله أعلم.
وقد كتبنا ما كان بين عبد المطّلب وحرب فيما تقدّم مشروحا، وقال الشاعر في حرب وأبي عمرو ابني أميّة:
إمّا سألت من اهل مكّة ماجدا … فاسأل أبا عمرو وحرب الفاضلا
أعطى وقد بخل الجواد بماله … هوجاء تحسبها مهاة خاذلا
أخوان مثل أبيهما للمعتفي … قد أحرزا مجدا قديما كاملا