للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحبّهما إليّ، فتزوّجها أبو سفيان فولدت له معاوية، وعتبة، وأمّ الحكم؛ ويقال إنه قال لها: قد خطبك رجلان، أمّا أحدهما فخضمّ (١) تخالين به غفلة للينه، ليس بالغضبّة الغلق ولا المغيار النزق، وأمّا الآخر ففي الحسب الحسيب والرأي الأريب، شديد الغيرة سريع الطّيرة، مكرم للكريمة حسن الصحبة، وكيد العهد، فاختارته.

حدثنا المدائني قال: مرّ حمزة بن عبد المطّلب على نفر من بني مخزوم فلاحاه رجل منهم، فذكر المخزومي نساء من نساء بني عبد مناف فضربه حمزة فقتله، وأتى أبا سفيان فأخبره، فأتى أبو سفيان بني مخزوم فعرض عليهم ثلاث ديات بصاحبهم فلم يقبلوها، فانصرف عنهم يومه، فلما كان من الغد جاؤوا يطلبون الديات الثلاث، فقال أبو سفيان: القوم يأبون أن يعطوا أكثر من ديتين، فأبوا ورجعوا، فلما كان الغد جاؤوا يطلبون الديتين فقال: إنّ القوم أبوا أن يعطوا إلاّ دية واحدة، فأبوا ورجعوا، فلما كان الغد عادوا فطلبوا الدية فقال أبو سفيان: إنّ القوم قد أبو الدية، وهذا قتيل لا دية له، فطلّ دمه.

المدائني قال: أتى أبو سفيان عمر بن الخطاب فسأله شيئا فقال:

أتسألني وأنت حميت (٢) ينطف؟

المدائني عن محمد بن الحجّاج عن عبد الملك بن عمير قال: أقبل أبو سفيان من الشام ومعه هند ومعاوية على حمار، فلما دنوا من مكة لقيهم


(١) - المخضم: الموسع عليه في الدنيا. القاموس.
(٢) - في هامش الأصل: الحميت: الزق الذي لا شعر عليه. ينطف: يقطر.