فضربه بالدرّة حتى حوله، فاستقبل أبو سفيان القبلة ثم قال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أدخل قلبي من الإسلام ما ذلّلني لعمر بن الخطّاب، فكأنّ عمر تذمّم ممّا فعل بأبي سفيان، ﵄.
المدائني عن جويرية بن أسماء أن أبا سفيان نازع عمر في أرض فنادى أبو سفيان يا لقصيّ، فخفقه عمر بالدرّة وقال: أتدعو بدعوى الجاهليّة؟! فقالت هند: يا عمر أتضرب ابن حرب؟! أما لربّما رمت ذلك منه فاقشعرّت بطون البطحاء، فقال عمر: الحمد لله الذي أبدلنا بذلك اليوم خيرا منه.
حدثني العمري عن الهيثم عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال: لما هلك عمر وجد عثمان في بيت المال ألف دينار قد كتب عليها: عزل ليزيد بن أبي سفيان، فقال لأبي سفيان: اقبضها، فأبى وقال: لو رآها عمر واجبة لي لبعث بها إليّ.
وحدثت عن مالك بن أنس قال: رأى معاوية عمر بن الخطّاب يحبس الناس فبعث إليه من الشام بأدهم (١)، أو أداهم، وبعث معه بدنانير وقال للرسول: ادفع ذلك إلى أبي سفيان حتى يتولّى إيصاله إلى أمير المؤمنين، فأوصل الأدهم، أو الأداهم، واختزل الدنانير، فسأله عمر عنها فقال: إنّي احتجت إليها فقضيت منها دينا وأنفقت الباقي، فقال عمر: ضعوا رجل أبي سفيان في الأدهم، فوضع فيه حتى أتى بالدنانير، فبلغ معاوية ذلك فقال: والله لو أنّه الخطّاب لفعل به مثل ما فعل بأبي سفيان.