للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني قال: قال عمرو بن العاص: أنا للبديهة، ومعاوية للأناة، والمغيرة للمعضلات، وزياد لصغار الأمور وكبارها.

المدائني قال: لمّا مات المغيرة بن شعبة قال معاوية: لله رأي دفن مع المغيرة؛ وقال معاوية حين مات ابن عامر بن كريز: بمن أباهي بعد ابن عامر؟ وقال معاوية حين أتاه موت سعيد بن العاص: ما مات من ترك مثل عمرو بن سعيد، وقال: قد مات من هو أكبر منّي ومن أنا أكبر منه وأنشد:

إذا سار من خلف امرئ وأمامه … وأجمع يوما رحلة فهو ظاعن

حدثني محمّد بن سعد عن الواقدي قال: كانوا يقولون إنّ أبا سفيان بن حرب رجل شحيح بخيل له مال، وإنّما سوّد لرأيه وعظّم لماله، وهلك في أيّام عثمان وله ثمان وثمانون سنة؛ وكانوا يقولون: إنّ معاوية كان ذا رأي وسخاء.

وقال الواقدي: حدثني أصحابنا عن ابن جعدبة وغيره قالوا: كان لعبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب أرض إلى جانب أرض لمعاوية، وكان وكيل معاوية بالمدينة النّضير مولاه، فعمد إلى أرض عبد الرحمن فضمّها إلى أرض معاوية وقال: هذه لأمير المؤمنين، فقال عبد الرحمن: عندي البّينة أنّ أبا بكر بن أبي قحافة قطعها لي مقتل أبي باليمامة، فقال النضير: هذه قطيعة أمير المؤمنين، فخاصمه إلى مروان بن الحكم فقال: اصطلحا، وكره أن يجزم القضاء على معاوية، فأتى عبد الرحمن بن زيد الشام فلمّا صار إلى باب معاوية ألفاه جالسا بالخضراء بدمشق، فقال لأبي يوسف: استأذن لي على أمير المؤمنين، فاعتلّ عليه، فرفع صوته فقال: ما لي بدّ من الوصول إليه، فإنّا إلى أن توصل أرحامنا وتثمّر لنا أموالنا أحوج منّا إلى أن يؤخذ منّا ما في