للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا: وكانت لابن الزّبير الأسدي (١) منزلة من ابن أمّ الحكم، فقتل قوم من بني أسد رجلا من بني عمّ ابن الزّبير، فخرج ابن أمّ الحكم وافدا إلى معاوية وابن الزبير معه، وكان مع ابن أمّ الحكم قوم من بني أسد، فكلّموه في فتكة الرجل، فكلّم ابن أمّ الحكم ابن الزّبير في أن يقبل ديتين فأبى، فغضب عليه ابن أمّ الحكم وردّه عن الوفد وتوعّده، فاستجار بيزيد بن معاوية، وكان يزيد يتنقّص ابن أمّ الحكم، فقال ابن الزبير:

أبلغ يزيد ابن الخليفة أنّني … لقيت من الظلم الأغرّ المحجّلا

بأنّ ابن عود قد أناخ مطيّتي … بجوّ (٢) لقد أثويت مثوى مضلّلا

وقال تعلّم أنّ رحلك ماكث … بجوّ ونادى وفده فترحّلا

فلا هو أعطى الحقّ حين سألته … ولا هو إذ رسّ العداوة أجملا

فلولا أمير المؤمنين ودفعه … وراءك كنت العاجز المتذلّلا

عياذا أمير المؤمنين فلا أكن ودفعه … طريد ابن عود أو أسيرا مكبّلا

وكان عبد الله أبو ابن أمّ الحكم دخل بستانا فأفسد فيه فليم على ذلك ومنع من البستان، فقال: اجعلوني كعود من عيدان البستان. وقال ابن الكلبي: وكان قد كتب في هدم داره وحبس أهله فقال:

ألست ببغل أمّه عربيّة … أبوه حمار أدبر الظهر ينخس

أتاني من أهلي كتاب بأنّنا … حبسنا ولم يترك من المال منفس

وأنّ بناء الدار فضّ فأصبحت … أما ليس ما فيها لضيف معرّس


(١) - في هامش الأصل: الزبير - بفتح الزاي - هذا شاعر مشهور.
(٢) - جو: هي الطائف.