فهل لك أن تدارك ما لدينا … وترفع عن رعيّتك الفسادا
فإنّ أمينكم لا الله يخشى … ولا ينوي لأمّتكم سدادا
إذا ما قلت أقصر عن هواه … تمادى في ضلالته وزادا
وقال المدائني: نازع مروان ابن عامر، فقال عبد الرحمن ابن أمّ الحكم: أما تجد ريح الفرث من هذا؟ فقال ابن عامر؛ أمنّي تجد ريح الفرث؟ أما إنّي لو شئت أن أختنك على الصفاة التي ختنت عليها أخاك لفعلت؛ فغلبه ابن عامر.
حدثني الرفاعي عن عمّه عن ابن عيّاش الهمداني قال: قدم وفد أهل الكوفة على معاوية يشكون ابن أمّ الحكم إليه وزعيمهم هانئ بن عروة، فقال: عليكم لعنة الله من أهل بلد لا ترضون عن أمير، فقال أبو بردة:
قد سمعتم وأنا أعزله لكم، فدخلوا على يزيد، فقال هانئ: ما ننقم على عبد الرحمن أن لا نكون أحظى أهل المصر عنده، ولكنا غضبنا لك، وذلك أنّه أتي بجام من مها - أي بلّور - فقال: ارفعوها حتّى نهديها إلى يزيد يشرب فيها الخمر بماء بردى، فقال يزيد: ومن سمع ذلك؟ قال أبو بردة: أنا، وقال غيره: أنا، فقام يزيد فدخل إلى معاوية فأخبره بقولهم، فقال هذا أمر مصنوع، فالله الله في ابن عمتّك، فقال: ما شاء فليكن، أليس قد سمع به الناس؟ فعزل ابن أمّ الحكم وولّى النعمان بن بشير الأنصاري.
وحدثني الرفاعي عن عمّه عن ابن عيّاش قال: ولّى معاوية ابن أمّ الحكم مصر فقال له معاوية بن حديج الكندي: يا بن أخي انّما بعث بك