المدائني عن مسلمة أنّ زيادا قال: اثنان يتعجّلان النصب ولعلّهما لا يظفران ببغية: الحريص في حرصه، ومعلّم البليد ما لا يبلغه فهمه.
وقال مسلمة بن محارب، قال زياد: ما كذبت قطّ إلا مرّة واحدة، رأيت رجلا من بني تميم فقلت له اين تريد؟ قال: أريد عبد الرحمن بن زياد، وكان بالطفّ، فقلت: أرجع وإلا قطعت منك طابقا، وكان الرجل يشارب عبد الرحمن النبيذ، ثمّ رأيته بعد فقلت: أين تريد؟ قال: عبد الرحمن، فقلت: ألم أنهك عنه؟ فقال: أيّها الأمير لا صبر عنه، فقلت: إنّ رجلا طابت نفسه بقطع طابق منه بمحبّة عبد الرحمن لأهل لأن لا يؤذى، أمض إليه.
وقال أبو اليقظان: كان زياد يكسر عينه فقال الفرزدق.
وقبلك ما أعييت كاسر عينه … زيادا فلم تقدر عليّ حبائله
المدائني عن مسلمة بن محارب وابن الكلبي عن عوانة قال: أشرف زياد على بلج بن نشبة السعديّ وهو بباب داره، وكان خليفة لصاحب حرسه، وهو صاحب حمّام بلج، فقال:
ومحترس من مثله وهو حارس
المدائني قال: اختصم بنو راسب والطفاوة في رجل وأقاموا جميعا البيّنة عند زياد، فقال سعد الرابية: أصلح الله الأمير، يؤتى به النهر فيلقى فيه فإن كان من راسب رسب، وإن كان من الطفاوة طفا، فضحك زياد وقال:
لا تعد لمزاح في مجلسي.
المدائني عن مسلمة وغيره أنّ زيادا قال على المنبر: إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة لا يقطع بها ذنب عنز مصور (١) لو بلغت إمامه سفكت دمه.