قال الهيثم: كان لزياد صديق من بني شيبان يقال له عمير، فقال له زياد يوما: كيف ترى عملي؟ قال: أراك أصلحت الناس بفساد نفسك، فقال له زياد: ما فسد من صلحت عليه العامّة.
قالوا: وأقبل رجل ومعه سكّين، فظنّ صاحب شرط زياد أنّه يريده، فطعنه فقتله، فقيل له: إنّ قوما نحروا جزورا، فعبث بعضهم بهذا الرجل فهرب من بين يديه، فوداه زياد.
وكان زياد يمنع الحمّامات إلاّ في المواضع التي لا تضرّ بأحد.
وتعرّض رجل من أصحابه لرجل في سفينة فأخذ منه درهما وقال:
أمرت أن أجبي من كلّ سفينة درهما، فأخذ الرجل فقطع يده.
وجبى عامل له خراج السنة في ثلث السنة فقال له زياد: لو أردنا هذا لقدرنا عليه، فاردد عليهم ثلثي ما جبيت.
وكان يقول: أحسنوا إلى الدهاقين فإنّكم لن تزالوا سمانا ما سمنوا.
حدثني عمر بن شبّه حدثنا أبو عاصم النبيل قال: كان زياد يبعث إلى سكّة المربد فيمسحها، فإن زيد فيها بناء أمر به فهدم.
قالوا: وكتب معاوية إلى زياد أن أوفد إليّ بنيك من معاذة العقيليّة، وهم: عبد الرحمن، ومغيرة، ومحمّد، وكن معهم ففعل، فزوّج عبد الرحمن فاختة بنت عتبة بن أبي سفيان، وزوّج المغيرة ابنة المهاجر بن طليق بن سفيان بن أميّة، وزوّج محمّدا ابنته صفيّة بنت معاوية، وقال: أما إنّها أحسن بناتي، فقال زياد: وهو أحسن بنيّ.
المدائني قال: كان مع زياد رجل من عبد القيس فاستأذن زيادا في إتيان عبد الله بن عامر بن كريز وقال: إنّ له عندي أيادي، فأتاه فقال: هيه